كيف تتحدث 🎙️ ؟

يقول البروفيسور باتريك وينستون من جامعة MIT

"نجاحك في الحياة يتوقف بشكل كبير على ثلاثة أشياء: أولاً، قدرتك على التحدث، ثانياً، قدرتك على الكتابة، وثالثاً، جودة أفكارك، وفقاً لهذا التسلسل."
سواء اتفقت مع باتريك وينستون أم لم تتفق، فلا شكّ أنّ مهارات التواصل في بيئة العمل تُعدّ أهمّ الميزات نحو النجاح والتقدم.

يُؤكّد على ذلك ما قاله الملياردير وارن بافيت عن أهمية مهارات التواصل حين ذكر: "يمكنك تحسين قيمتك بنسبة 50٪ فقط من خلال تعلم مهارات التواصل و التحدث أمام الجمهور."

ويبقى السؤال: كيف أتحدث؟

في أحد أروع المحاضرات على الإطلاق، ذكر الدكتور باتريك أفضل 3 طرق للتحدث، وقدم العديد من الأمثلة سأشرح أهمها هنا:

القاعدة الأولى: ابدأ بوعد ✅ ولا تبدأ بمزحة ❌

أول نصيحة يقدمها باتريك هي عدم البدء بمزحة 🤡. يرى باتريك أن هذه ليست الطريقة الصحيحة لبدء محادثة لأن الجمهور لم يتأهب بعد، حيث لا يزال ينظرون إلى هواتفهم 🤳🏻ويستقرون في مقاعدهم.

بدلاً من ذلك، ما تريد فعله هو البدء بوعد تمكين: تريد أن تخبر الناس بما سيتعلمونه في نهاية الحديث ولم يكونوا يعلمون به في البداية.

إنه وعد تمكين: وهو سبب الحضور.

أحد الأمثلة التي استخدمتها أنا: " في آخر 3 سنوات قمت بدراسة المهارات المرتبطة بمستقبل العمل. في حديثي اليوم سأستعرض أهم ما تعلمته من خلال رحلتي."

أودّ الإشارة إلى أنه عند صياغة حديثك، اتبع قاعدة: النقاط الثلاث

تتلخص هذه القاعدة في تنظيم أفكارك الرئيسية في ثلاث نقاط واضحة وموجزة، كالتالي:

1. النقطة الأولى

2. النقطة الثانية

3. النقطة الثالثة

يُعدّ السرد الثلاثي أداةً فعّالةً لتنظيم الأفكار و إيصالها بوضوحٍ و تأثيرٍ. نرى ذلك جليّاً في خطابات الساسة الأمريكيين الذين يعرضون أفكارهم في 3 نقاطٍ رئيسيةٍ. و يرجع ذلك إلى أن الدماغ البشري 🧠 يميل إلى تذكر المعلومات المُنظّمة بشكلٍ هرميّ. و تُساعد تقنية تقسيم الأفكار إلى 3 نقاطٍ رئيسيةٍ على تسهيل عمليّة التّذكر و الاستيعاب.

عند تقديم ورش عمل، أُطلق على هذه القاعدة قاعدة "إشارة المرور" وتقوم هذه القاعدة على تقسيم الخطاب إلى ثلاثة ألوان رئيسية، تمامًا مثل إشارة المرور (أحمر، أصفر، أخضر)، لتسهيل فهمه واتباعه. 🚦.

القاعدة الثانية: الاستدلال بالنفي ❌

أحد أكثر الطرق تأثيرًا وإثارة للاهتمام هو الاستدلال بالنفي 🙅🏻‍♀️ فانت عندما تضع سياجًا حول فكرتك حتى يمكن تمييزها عن أفكار الآخرين فانت تمنحهم سببًا للاستماع إليك من خلال تمييز نفسك عن الآخرين

على سبيل المثال، عندما ألقي محاضرات حول السرد القصصي، فأنا عادةً ما أبدأ بالنفي بأنّ هذا ليس عرضًا أو محاضرة عامة، بل هي محاضرة مخصصة للقياديين في عالم الأعمال فقط. و أكمل أنّ بينما يعتقد البعض أنّ السرد القصصي هو مجرد أداة للتواصل، إلا أنّني أؤمن بأنّه أقوى أداة للتأثير على الجمهور.من خلال استخدام "الاستدلال بالنفي"، يمكنني جذب جمهوري المستهدف فقط وإثارة فضولهم لمعرفة المزيد عن وجهة نظري الفريدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ بناء سياق حول فكرتك سيجعلها أكثر تميزًا وتذكرًا.

القاعدة الثالثة: الترقيم الشفهي 🎲

الترقيم الشفهي هو استخدام تقنيات لفظية لتنظيم وتوضيح أفكارك في خطابك أو عرضك التقديمي، تمامًا كما تُستخدم علامات الترقيم في الكتابة لتنظيم وتوضيح أفكارك في النص والتقنيات كثيره و متعددة منها: استخدام فترات راحة بعد كل فقرة رئيسيه 🤫، و تغيير نغمة الصوت 🔊 و طرح الأسئلة 🤔.

شخصيًّا، بعد تجربة العديد من التقنيات، وجدتُ أنّ إحدى أفضل الطرق هي طريقة:

(أخبر ، ثمَّ أعرض ، ثمَّ أسأل..)

هذي التقنية تحول خطابي من مجرد عرض للمعلومات 🍄‍🟫 إلى تجارب تفاعلية 🍄..

تخيل أن عقل المتلقي مثل خزانة ملفات 🗄️ فهو يعمل بشكل أفضل عندما تكون الأشياء منظمة وسهلة العثور عليها ️🗂️ تقنية "أخبر، ثمّ أعرض، ثمّ أسأل" هي مثل نظام الملفات لخطابك.

أولاً: نخبر. في هذه المرحلة، نقدم النقطة الرئيسية أو المفهوم الرئيسي لخطابك اشرح بإيجاز ما ستتحدث عنه ولماذا هو مهم. يمنح ذلك جمهورك سياقًا للمعلومات القادمة.

ثانياً: نعرض. هنا، نُحوّل نقطتك إلى حقيقة! استخدم الأمثلة أو القصص أو الإحصائيات أو حتى الصور لتوضيح مفهومك. فكر في الأمر كأنك تأخذ شيئًا من خزانة الملفات وتُظهره للجميع. يساعد ذلك جمهورك على فهم وتذكر المعلومات.

أخيرًا: نسأل. هنا يحدث السحر! اشرك جمهورك من خلال طرح سؤال يتعلق بنقطتك. يمكن أن يكون هذا سؤالًا يدفع إلى التفكير، أو دعوة للعمل، أو حتى استطلاعًا بسيطًا. تشجيع طرح سؤال جمهورك على المشاركة الفعالة والتفكير في المعلومات التي قدمتها.

إذا كنت ترغب في تعلم مبادئ العروض التقديمية الناجحة، سجل في دورتنا من هنا وانضم إلى مجتمعنا لتطوير مهاراتك:

https://shorturl.at/VO4vg