نشرة سرد ٢٢: عن كيفية الانتقال من مبتدئ إلى محترف في التأثير والإلقاء والسرد القصصي في عالم الأعمال
فدوى الحرقان
09 يناير 2025المراحل الثلاث للانتقال من مبتدئ إلى محترف في التأثير والإلقاء والسرد القصصي في عالم الأعمال
قبل ٩ أشهر قررت أن أبدأ رحلة هدفها تأسيس أساسيات لتحويل القادة من متحدثين عاديين إلى محترفين في التأثير والتواصل. الفكرة جاءت عندما لاحظت أن العديد من القادة لديهم الكثير ليقدموه، ولكن يواجهون صعوبة في التأثير والإلهام. لهذا السبب قررت تأسيس "تُروى" والعمل مع القادة لتطوير هذه المهارات
اكتشفت خلال هذه الرحلة أن الانتقال من مبتدئ إلى محترف في التأثير والإلقاء والسرد القصصي يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: أن تكون جيداً في الإلقاء
أو ما أسميه التحدث إلى الناس:
منذ التخرج 👩🏻🎓 وحتى التقاعد، يُطلب منا بشكل دائم تقديم أفكار للآخرين. وبما أن هذا الفعل يتكرر بشكل مستمر وله تأثير كبير على حياتنا العملية، وضعت أساسيات للعروض التقديمية لمساعدة القادة في تحسين تواصلهم.
بعد تدريب حوالي 100 شخص، استنتجت أن أي عرض تقديمي ناجح يتكون من 3 عناصر أساسية:
1. الأطروحة: قبل بدء أي عرض، عليك أن تسأل نفسك: ما هي الفكرة الرئيسية الوحيدة التي أريد إيصالها؟
2. التقسيم الثلاثي: لتسهيل متابعة الجمهور، قم بتقسيم العرض إلى ثلاثة أقسام. عقل الإنسان مبرمج على استقبال الأشياء الثلاثية بسهولة، مثل ألوان إشارة المرور: أخضر للعبور، أصفر للتحذير، وأحمر للتوقف. هذا الترتيب يجعل الفكرة أكثر وضوحاً.
3. جعل الإلقاء عن الجمهور، وليس عنك: الإلقاء الناجح ليس عن نفسك، شركتك، أو إنجازاتك، بل عن النقاش الذي يدور داخل عقل العميل. تعلّمت هذا من مدربي محمد حكيم أثناء دراستي للكتابة الإبداعية. على سبيل المثال، إذا كنت تقدم سيارة آمنة للأمهات، لا تتحدث عن الجوائز التي حصلت عليها السيارة، بل عن فهمك لمخاوف الأم التي تريد إيصال طفلها بأمان لأول يوم في الروضة.
بدلاً من ترك الجمهور يتساءل عن أهمية موضوعك بالنسبة لهم، اسأل نفسك: لماذا هذا الموضوع مهم للجمهور؟
هذا هو المستوى الأول من احتراف الإلقاء، وهو مفتاح أن تكون قائداً مؤثراً في رحلتك المهنية
لتعلم هذه المهارة: انضم معنا هنا: كيف تستعد لإلقاء عرض تقديمي رئيسي
المرحلة الثانية من الاحترافية في التواصل
المرحلة الثانية من الاحترافية تأتي عندما تنتقل من فكرة أنك تحتاج فقط إلى تقديم الأفكار، إلى إدراك
أن كل تعامل في العمل هو عبارة عن نقاش. هنا، تتحول من مجرد التحدث إلى الناس إلى التحدث معهم فعلاً.
لاحظت أن القائد المحترف هو الشخص الذي:
1. يعرف ما هي أطروحته.
2. يعرف كيف يرتب أفكاره.
3. يعرف كيف ينضم للنقاش الذي يدور داخله.
4. والأهم: يعرف كيف يستمع للآخرين.
القائد المميز هو من يمكنه أن يكون ما يسميه الكاتب تشارلز دوهيج بـ”المتواصل الخارق” (Super Communicator). هذا يعني أنه شخص قادر على:
• استقبال الحديث من الآخرين.
• فهم الحاجة الكامنة خلف أسئلتهم وكلامهم.
عملت مع العديد من التنفيذيين في مسارات مختلفة لتطوير أساليب تواصلهم مع فرقهم، خاصة في إدارة التغيير. كما ساعدتهم في تحسين تواصلهم أثناء تطوير الأعمال، الذي يعتمد أساساً على الاستماع وفهم مشاكل العميل قبل التحدث.
أذكر أن منطقة الراحة لديّ، لفترة طويلة من حياتي المهنية، كانت التقديم. لماذا؟ لأنني منذ الابتدائية تعلمت مهارات الإذاعة الصباحية. كنت أذهب إلى المكتبة في اليوم السابق، أبحث عن موضوع مهم أو ممتع من كتاب، ثم أقدمه أمام زملائي بكل احترافية. لكن عندما يتعلق الأمر بالنقاش والحوار، اكتشفت أنها مهارة مختلفة تماماً. لكي تكون مؤثراً ومميزاً، يجب أن تتعلم كيف تستمع للآخرين وتفهم احتياجاتهم وراء كلامهم.
انطلاقاً من هذه الملاحظات، أنشأت ورشة نوعية ضمن مجتمع تُروى. تهدف الورشة إلى تعليم أساسيات التحدث والاستماع، مع لقاءات شهرية توفر بيئة للتعلم المستمر. لاحظت أن معظم الناس يرغبون في تعلم أساسيات الإلقاء، لكن من يريدون التميز في تواصلهم هم أولئك الذين يهتمون بتطوير مهارة الاستماع.
إذا كنت مهتماً، يمكنك الاطلاع على مقالاتي حول هذا الموضوع، أو التسجيل معنا هنا في الدورة لتنضم إلى مجتمع تُروى.
نلتقي كل شهر للإجابة عن أسئلة المشاركين، مناقشة تطبيق المهارات، والتواصل مع أشخاص يشاركونك نفس الشغف بتطوير أنفسهم.
المرحلة الثالثة: الاحترافية في السرد القصصي
المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاحتراف تعني أنك تستطيع التأثير على الآخرين دون الحاجة إلى تقديم نصائح مباشرة أو إعطاء تعليمات محددة.
أعتقد أن من أعظم المهارات التي يمكن أن يمتلكها الفرد هي القدرة على السرد القصصي.
في دوراتي التدريبية وجلسات الإرشاد الخاصة للتنفيذيين، أشرح كثيرًا لماذا يُعتبر السرد القصصي أفضل وسيلة يستخدمها عقل الإنسان لتوصيل الأفكار.
الحقيقة أن السرد القصصي له تأثير قوي جدًا في إيصال الرسائل وإلهام الآخرين. وهذه المهارة ليست حكرًا على العاملين في التلفزيون أو صناع المحتوى على يوتيوب، أو حتى مقدمي العروض على المسرح. في عالم الأعمال، حيث نحتاج لإقناع العملاء أو الزملاء باستراتيجية معينة، أو لجعلهم يفضلون منتجًا على آخر، تكون القصة وسيلة قوية ومؤثرة.
أتذكر مقابلة أجريتها مع مؤسس شركة تقنية أراد تعييني في دور تسويقي. كان خلفيته تقنية بحتة، وطلب مني رأيي في طريقة الشركة في التواصل مع العالم الخارجي. بعد أن درست الشركة، قدمت له تقريرًا عن كيفية تحسين تواصلها مع جمهورها. قال لي: كنت أعتقد أن أهم شيء هو أن تكون عالم بيانات مميز، وأن كل شيء آخر ثانوي، لكن بعد تأسيسي لشركتي، اكتشفت أن التواصل والتسويق هما أهم الأدوات التي نحتاجها لتحقيق النجاح.
هذه الفكرة جعلتني أبحث عميقًا حتى وجدت طريقة لتطوير هذه المهارات للقادة ومن هنا قررت أن أطور في تروى منهجية لتسهيل السرد القصصي في عالم الأعمال. استلهمت ذلك من نماذج مثل رحلة البطل، والتي توضح أن البطل يواجه تحديات، يحتاج إلى اتخاذ قرار، ويتلقى المساعدة من مرشد ليصل إلى النجاح أو يتجنب الخسارة. أحد الأخطاء الشائعة هو أن نعتقد أننا نحن الأبطال في سرد القصة، بينما في الحقيقة، نحن المرشدون. على سبيل المثال، إذا كانت جامعة تسعى لجذب الطلاب، فلا ينبغي أن تركز فقط على الجوائز التي حصلت عليها أو مؤهلات أساتذتها. الأهم هو فهم مشكلات الطلاب المحتملين، مثل الشعور بالجمود المهني، وتقديم الجامعة كمرشد يساعدهم في التطور وتحقيق طموحاتهم.
رحلة التحول مع تروى
في تروى، وضعت برنامجًا يساعدك على الانتقال عبر ثلاث مراحل:
1. تعلم الإلقاء: بناء أساس قوي في إيصال الأفكار.
2. تعلم الاستماع: فهم احتياجات الجمهور بمهارة عالية.
3. احتراف السرد القصصي: تقديم الأفكار بطريقة تلهم الآخرين.
سواء كنت تسعى للإرشاد الشخصي، أو الانضمام لدوراتنا ومجتمعنا، فإن تروى تسعى لخلق بيئة متكاملة تساعدك على الاحتراف.
هدفي هو إنشاء مجتمع يتقن فنون التواصل، ويشارك موارد عربية عالية الجودة تساعدنا على النمو في مساراتنا المهنية.
إذا كنت مهتمًا، انضم إلينا في لقاءاتنا الافتراضية والحضورية، أو استكشف دوراتنا الأكاديمية،
حيث نعمل معًا على تطوير قدراتنا في بيئة تشجع على التعلم والنمو.
سجل معنا هنا: https://turwabyfadwa.msaaq.net/courses/%D8%B3%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-1734284017
دمتم بخير.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى

نشرة سرد ٢٥: مهارات التأثير للقادة في عالم الأعمال
عن مهارات التواصل في عالم الأعمال للقادة 🎤💡من وجهة نظري، ينقسم التواصل في عالم الأعمال إلى ثلاثة مستويات:🔹 المستوى الأول: التواصل أحادي الاتجاهأي أن تتحدث على الآخرين، حيث يكون الهدف هو نقل المعلوم
02/02/2025
نشرة سرد ٢٤: مهارات التأثير للقادة في عالم الأعمال
مَهَارَات اَلتَّأْثِيرِ لِلْقَادَةِ فِي عَالَمِ اَلْأَعْمَالأحد أكثر الأسئلة التي تصلني هو: "كيف أستطيع أن أؤثر في الآخرين إذا كنت شخصًا انطوائيًا؟ Introvert" والإجابة هي أنه حتى لو كان الموضوع يشكل ت
27/01/2025
نشرة سرد ٢٣: مهارات التواصل للقادة في عالم الأعمال
مهارات التواصل في عالم الأعمال 🎬.عن: مجالات الذكاء العاطفي الأربعةعندما تأملت في العمل الذي قمنا به خلال العام الماضي في تروى، أدركت أنه أثناء تدريبنا للتنفيذيين على مهارات التأثير، كنا نركز عل
07/01/2025